لا تزال مقاومة المضادات الحيوية تمثل تهديدًا صحيًا عالميًا متزايدًا، يغذّيها في الغالب سوء الفهم بين الأفراد وسوء الاستخدام. هدفت هذه الدراسة المقطعية، التي أُجريت في مدينة البيضاء – ليبيا، إلى تقييم معرفة المجتمع ومواقفه وسلوكياته تجاه استخدام المضادات الحيوية ومقاومة الميكروبات (AMR). استُخدم استبيان ثنائي اللغة مستوحى من مسح المفوضية الأوروبية حول مقاومة المضادات الحيوية، واستُقبلت 293 استجابة صالحة من أصل 400 مشارك (بنسبة استجابة 73.25%). أظهرت النتائج معدلًا مرتفعًا في استخدام المضادات الحيوية؛ إذ أبلغ 98.6٪ من المشاركين عن استخدامها خلال العام الماضي، فيما حصل 34.47٪ منهم عليها دون وصفة طبية. كما كانت المفاهيم الخاطئة واسعة الانتشار، حيث اعتقد 62.45٪ أن المضادات الحيوية تقتل الفيروسات، و81.22٪ أنها فعالة ضد نزلات البرد والإنفلونزا، بينما أدرك 87.37٪ أن الاستخدام غير الضروري يسهم في تطور المقاومة. كان الأطباء المصدر الرئيس للمعلومات (39.24٪)، في حين كان دور وسائل الإعلام محدودًا رغم انتشار الإنترنت. أظهر التحليل فروقات معنوية في المعرفة تبعًا للجنس والعمر والمستوى التعليمي، حيث أظهرت الإناث ومن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا وعيًا أعلى. ومع ذلك، لم يُلاحظ ارتباط مباشر بين المعرفة والسلوك الفعلي، مما يشير إلى تأثير عوامل اجتماعية وثقافية أعمق. تؤكد هذه النتائج الحاجة إلى استراتيجيات صحية عامة دقيقة في ليبيا، تدمج التوعية وتطبيق السياسات بصرامة وتعزيز المشاركة المجتمعية، من خلال تمكين دور الصيادلة والاستفادة من الإعلام التقليدي والرقمي، لتحقيق استخدام أكثر مسؤولية للمضادات الحيوية.............. الكلمات الدالة:........... المضادات الحيوية، مقاومة المضادات الحيوية، سلوك، المعرفة.