تحظى الصخور النارية بأهمية اقتصادية كبرى من خلال استخدامها في مجالات صناعيّة عديدة. حيث تم استخدامها منذ الحضارات القديمة وما انفكت تستخدم اليوم كمواد تدخل في صناعات مواد البناء والسيراميك، كمصدر للخامات والمعادن، وكمركبات عديدة تدخل في صناعات كيميائيّة وتكنولوجيّة مختلفة. ويعدّ ظهور العديد من الأجسام الصخريّة النارية في منطقة غريان وفق أشكال وأنماط بركانيّة متعددة فرصة للحصول على عيّنات متنوعة ذات تركيبات معدنيّة مختلفة تمكّن من تنفيذ توصيف جيوكيميائي ومعدني مفصّل لها. هذا التوصيف الذي يتضمن نتائج حيود الأشعة السينية، التّحاليل الكيميائيّة ومعاينة الشّرائح الرّقيقة للعيّنات يعتبر ضروريّا لتصنيف وتقييم هذه الصخور وتحديد احتمال استخدامها في مجال صناعي معيّن. ونتيجة هذا التّوصيف هو هدف رئيسي سيساهم في تنمية الصّناعة في ليبيا وتعزيز استخدام الموارد الجيولوجيّة المحليّة. لقد أظهرت النتائج الأوّليّة لهذا العمل أن البازلت والتراكيت والفونوليت هي أنواع الصّخور النّارية الأكثر شيوعًا في منطقة غريان، وقد تبيّن أنّ عيّنات التراكيت والفونوليت غير مشبعة بالسيليكا وتحتوي على نفلين معياري بنسب مئوية تتراوح من 3.2 إلى 22.6 وقلويات إجمالية عالية نسبيًا. كما تبيّن أنّ عيّنات البازلت مشبعة جزئيًا، وهي غنية نسبيًا بأكاسيد الحديد والمغنيسيوم مقارنة بعيّنات التراكيت والفونوليت. هذا وتختلف عيّنات التراكيت والفونوليت فيما بينها من حيث محتواها من القلويّات الاجماليّة والسيليكا. ولقد كان تواجد Na2O بنسبة أعلى من K2O في معظم عيّنات التراكيت والفونوليت سببا في ظهور معادن صوديوم مميزة مثل النفلين، الصودلايت، الكلينوبيروكسين الغني بالصّوديوم والأمفيبول القلوي............... الكلمات الافتتاحية: ..........صخور النارية، جيوكيمياء، معادن، تثمين صناعي، إقليم غريان البركاني